في هذا البحث، سنتناول تفسير بعض آيات من سورة المرسلات، وذلك من خلال النظر في النص القرآني وتحليله لغوياً وبيان معانيه المركبة والمتعددة الأبعاد. سنحاول أيضا أن نربط هذا التفسير بآخر ما توصل إليه العلم الحديث، في محاولة لفهم أعمق وأوسع لهذه الآيات. هذا البحث يهدف إلى تقديم فهم جديد ومعاصر للنص القرآني، مع الحفاظ على احترامه وتقديسه.
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام أحد المتصفحات البديلة.
حقيقة تفسير ايات من سورة المرسلات لغويا وعلى اخر ما توصل اليه العلم
جاء في قوله تعالى
وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا
فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا عُذْرًا أَوْ نُذْرًا
(سورة المرسلات 1 – 6)
كالعادة جاء تفسيرها وبجهل فاضح للعيان على اقوال البشر الناقلين لما كتب لهم وليسوا علماء على ان
المرسلات عرفا هي الملائكة التي يرسلها الله تعالى بشئونه القدرية وتدبير العالم، وبشئونه الشرعية ووحيه إلى رسله.
و { عُرْفًا } حال من المرسلات أي: أرسلت بالعرف والحكمة والمصلحة، لا بالنكر والعبث.
{ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا } وهي [أيضا] الملائكة التي يرسلها الله
{ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا } يحتمل أنها الملائكة ، تنشر ما دبرت على نشره
( فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ): عُنِي: بذلك: الملائكة التي تفرق بين الحق والباطل.
{ فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا } هي الملائكه تلقي أشرف الأوامر
{ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا } أي: إعذارا وإنذارا للناس
هذا هو تفسيرهم كله عن الملائكه ولا يوجد ربط ولا نصل الى نتيجه ونرجع بخفي حنين وان عارضتهم فمصيرك
الويل والثبور ودخولك النار وهذا هو حال الامه اليوم تهديد ووعيد لمن يخرج عن اقوالهم
وانتم اليوم يا امة الرسالة اغلبكم له خلفيه علمية ولغويه تجعله اكبر بكثير من ان ينصاع لتلك التفاسير
التي لا صلة لها لا بالكتاب ولا بالرسول وما عليكم الا ان تدركوا ان المصطلحات العلميه في يومنا هذا
نربطها لغويا لتتبين لكم حقيقة تفسيرها وتنزيل برنامج الباحث في
القران الكريم وبرنامج قاموس المعاني ليسهل عليكم تتبعها
لغويا وعلميا اما ان تبقى على معانيها قبل 800 سنة
فلن تصل الى نتيجه لانهم اصلا لم يتوصلوا لتلك المكتشفات في يومنا هذا ونبدا اولا ب
(التحليل والاستنتاج)
كما بينتها في مواضيع سابقه لا تجزأ الايات الى ايه لوحدها لتفسرها بل اتبع مدلول سياق
الايات فيما بعدها من الايات وكان التوقف
الى الايه (فالملقيات ذكر عذرا او نذر) والسبب هو ان الفاء تفيد في الترتيب لنعرف البدايه والنهاية
وتبيان العلاقه والترابط فيما بين تلك الايات علميا لنتوصل الى استنتاج
بحال الاشعاعات الشمسيه المرسله والاشعاعات
القادمه من المجرات والنجوم وعلاقتها بالغلاف الجوي للارض ونتلقاها باحوال متعدده
ثم نربط المعنى لغويا مع اخر ما توصل اليه العلم فالله سبحانه يخاطب الامم بحال نشؤها
البدائي للمعرفه لتفهم كتابه ويجعل اسرار علمها في ارقام الايات لتكون تبيان لكل شى
فالكثير منا قرأ عن كتابات ومصطلحات قديمه مثل اصطلاح انفجار البيضه
والبيضه اي شكلها بيضوي ونحن اليوم نترجمها بحال انفجار القنبله وعلى تعدد انواعها
هذا هو السياق الذي يجب ان تفهموه في كيفية فهم كلمات القران الكريم التي لها
صلة بالعلم واستخدام الكلمه الحاليه التي نتحدث
بها خلال بحثنا للموضوع لفهم مدلوها ومما تقدم اعلاه يكون
(التفسير اللغوي لها كالاتي )
(وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا )
معنى المرسلات = هي الاشعاعات الشمسيه المرسله من الشمس باتجاه الارض وعبر الغلاف الجوي
او الاشعاعات المرسله من المجرات وغيرها في الكون الى الارض
ومعنى عرفا = اي معرفه تبعا بالاطوال الموجيه لها ولكل شعاع له خصائصه
في اللغة نقول عَرَّفَ: (فعل)
عرَّفَ يُعرِّف ، تعريفًا ، فهو مُعرِّف ، والمفعول مُعرَّف
عرَّف الشَّيءَ : حدَّد معناه بتعيين جنسه ونوعه وصفاته
ومثلما جاء بقوله تعالى
{ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ }
(سورة الأَعراف 46)
فالرجال هنا يعرفون بسيماههم ونسحب هذا المدلول
بموضوعنا فيكون تعريفهاهي الاشعاعات الشمسيه
وتعرف باطوالها الموجيه المختلفه
معنى فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا
فالْعَاصِفَاتِ= الفاء تفيد الترتيب لمرحلة انطلاق تلك الاشعه من الشمس باتجاه الارض
فالعاصفات اي الرياح الشديده فيكون معناها لحال الاشعه هو
سرعة الاشعه بالجوا
عصفا= اي ما تثيره من حطام كحال قوله تعالى كعصف ماكول
فيكون معناها مع حال الاشعه (كطاقة )
اي فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا
= الاشعه سرعتها في الجو ومقدار طاقتها المرسله
اما معنى وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا= دخولها الغلاف الجوي وانتشارها فيه
ونشر اي توزعها على طبقات الغلاف الجوي لاحوال متعدده
معنى ( فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا )
اي ان يقوم الغلاف الجوي بحماية الارض من تاثير
بتفريق (فالفارقات )تلك الاشعاعات واظهار الاشعه المرئيه والغير مرئيه على طبقاته اي (فرقا)
اما معنى فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا عُذْرًا أَوْ نُذْرًا
نقول في اللغة كما جاء في الكتاب
{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }
(سورة الشرح 4)
اي قدرك وشهرتك في كل بقاع الارض لرسولنا الخاتم
عليه افضل الصلاة والسلام
لذا يكون معنى فالملقيات ذكرا
اي تتلقى الارض بوصول تلك الاشعاعات على صور متعدده
وذكرا بمعنى المشتهره منها
والمعلومه عند اغلب البشريه في زمانهم بظهورها
بحال عذرا اي استحصال القوائد منها وبحال نذرا الاحتياط من مضارها
فنقول في اللغة كما في قوله تعالى
{ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ }
(سورة الرعد 12)
خَوْفًا= نذرا =اي الاحتياط من ان تكون عذاب
وَطَمَعًا = عذرا = ان تكون رحمه وغيث للزرع لاستحصال الفائده منها
اية اخرى سورة الأَعراف( 164) بهذا الخصوص
عذرا={ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا
شدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً ( لاستحصال الفائده) إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } =
عذرا لقوم يونس= وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا
قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ
(سورة يونس 97 – 98)
نذرا = وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا
بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي
أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا َعارِضٌ مُمْطِرُنَا
(ضنوا انه عذرا ) بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (أي نذرا ) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ
بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ
(سورة الأَحقاف)
(التفسير علميا)
سوف اتناول بعض هذه الاشعاعات
{ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا }
أشعة الشمس أو الأشعة الشمسية (َالْمُرْسَلَاتِ) أو ضوء الشمس هو عبارة عن مجموع
من الموجات الكهرومغناطيسية، يمكن للإنسان رؤية جزء منها يسمى ضوء مرئي وبقيته
لا يرى بالعين المجردة. تتميز الأشعة المرئية من طيف الشمس بأنها تتكون من أشعة لونية
من الأحمر إلى البنفسجي وهي ألوان قوس قزح. موجات الأحمر لها
طول موجة 700 نانومتر (عرفا)وموجات البنفسجي قصيرة الموجة وطول موجتها 400 نانومتر.
جزئين من طيف الشمس لا ترى بالعين المجردة: كما في الشكل الجزء ذو موجة أطول
من 700 نانومتر (تصل إلى نحو 2700 نانومتر) وهذا هو نطاق الأشعة تحت الحمراء
والجزء الآخر ذو طول موجات أقل من 400 نانومتر وهو يسمى نطاق الأشعة فوق البنفسجية
{ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا }
أي السرعه والطاقه
فالأشعة الشمسية تحمل طاقة وتختلف طاقتها بحسب طول موجتها فكلما زادت
موجة الضوء كلما انخفضت طاقته. معنى ذلك
ان الأشعة فوق البنفسجية طاقتها عالية نسبيا،
{ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا }
تسقط أشعة الشمس على الأرض بعد مرورها خلال الغلاف الجوي للأرض
{ فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا }
يقوم الغلاف الجوي للأرض بامتصاص بعضها فلا يصل إلينا. ويبين الشكل أجزاء الطيف
التي تصل إلى سطح الأرض حيث أن الغازات المختلفة في الجو من نتروجين
وأكسجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء وغيرها لها قدرات مختلفة على
امتصاص أشعة الشمس. ضوء الشمس المباشر قد يكون مضيئا بكفاءة 93 lumens
اشعاعا لكل واط من التدفق، وهو يضم الأشعة تحت الحمراء
والضوء المرئي، والأشعة فوق البنفسجية.
{ فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا عُذْرًا أَوْ نُذْرًا }
على سبيل المثال
الأشعة فوق البنفسجية (فالملقيات ذكرا) بتلقينا اليها على سطح الارض وذكرا أي مشتهره في زماننا ومعلومه
عذرا= الفوائد منها ونذرا =ألاضرار والاحتياط منها
للأشعة فوق البنفسجية فوائد في نمو الكائنات الحية وعلاج الأمراض مثل الكساح والسل والأشعة فوق البنفسجية مثل ملح الطعام قليله مفيد وكثيره وضاره لأنها تسبب سرطان الجلد وانفصال شبكة العين وتقضي على المضادات الحيوية التي ينتجها جسم الإنسان، وغاز الأوزون المتواجد في الغلاف الجوي يمتص بعض هذه الأشعة وبذلك فهو درعٌ واقي يحمي الأرض وأهل الأرض من هذه الأشعة الفتاكه، ولكن إذا خفت نسبة الأوزون وحصل به ثقوب كما يحدث في هذا العصر فإن ذلك يؤدي إلى تسرب كمية كبيرة من هذه الأشعة إلى الأرض ويضر بسكانها ويقضي على الحياة بها ويمتص الغلاف الجوي نحو 15% من الأشعة الشمسية ونحو 5% تفقد في طبقات الجو العليا ونحو 40% تفقد عن طريق الانعكاس في عناصر الجو ونحو 10% تنعكس من على سطح الأرض وبهذا تبقى حوالي 30% تصل إلى سطح الأرض التي تمتص نحو 5% منه ويتبقى منه نحو 25% تنعكس على شكل موجات طويلة تعرف باسم ((الإشعاع الأرضي)) terrestial radiation الذي يسخن طبقات الجو من أسفل إلى أعلى عن طريق الأتربة والمواد العالقة بالجو والغازات الثقيلة وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء الموجودة بالجو ومن ثم تنخفض درجة الحرارة مع الارتفاع. والشمس مصدر هذا الإشعاع الكهرومغناطيسي، الذي ينطلق في
كل الاتجاهات ويصل جزء منه إلى سطح الأرض
والحمد لله رب العالمين
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
(سورة فصلت 53)
التفسير لغة وعلم
في الختام، يمكننا أن نرى أن تفسير آيات من سورة المرسلات يحمل في طياته الكثير من الرموز والمعاني العميقة التي تتوافق مع آخر ما توصل إليه العلم الحديث. هذا يبرهن على أن القرآن كتاب حي يتجدد مع الزمان والمكان، وأنه ليس محصوراً في زمان أو مكان معين، بل هو كتاب يغطي جميع جوانب الحياة ويتناول القضايا الكونية والإنسانية بلغة رمزية عميقة. هذه الرؤية تعزز من قيمة هذا الكتاب السماوي وتثبت أنه يحمل في طياته الكثير من الحقائق العلمية التي لا تزال تكشف عن نفسها يوماً بعد يوم.
اترك تعليقاً